TechPluz نحن نافذتكم إلى العالم الرقمي! موقع يُجسّد شغف التكنولوجيا بكل تفاصيلها ومستجداتها. ننطلق من إيماننا بأن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات، بل هي ثقافة تُشكّل حاضرنا ومستقبلنا.
مقالات مشابهة
على الرغم من تاريخ سامسونج الحافل بالأخطاء، إلا أن رفضها عرضًا لتعاون طويل الأمد مع “جنسن هوانغ”، الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA، قد يكون أحد أكثر القرارات “القاتلة” على صعيد الأعمال. فاليوم، تواجه الشركة الكورية الجنوبية العملاقة تحديات مالية كبيرة، خاصة في قطاع أنصاف النواقل وذاكرة “HBM”، حيث تُسجِّل خسائر تشغيلية بسبب عجزها عن مواكبة اتجاهات السوق.
وفقًا لتقرير نشرته وسائل إعلام كورية، كانت سامسونج قد تلقَّت عرضًا مغريًا من NVIDIA يشمل تعاونًا في تطوير ذاكرة “HBM”، وشراكة في مجال تصنيع الرقائق (“فاوندري”)، بالإضافة إلى العمل ضمن نظام “CUDA” الحاسوبي. لكن القيادة في سامسونج رفضت هذه المقترحات، ويعزى ذلك إلى تشكيكها في مستقبل تقنية “HBM” آنذاك.
يُذكر أن “جنسن هوانغ” كان قد أدرك مبكرًا الأهمية الاستراتيجية لـ “HBM” في تعزيز قدرات الحوسبة والذكاء الاصطناعي، ولذلك توجه إلى الشركات الكورية المتخصصة في صناعة رقائق “DRAM” و”NAND”، والتي كانت سامسونج أبرزها. لكن المفاجأة كانت رفض الإدارة العليا في سامسونج لأي تعاون طويل الأمد، وهو ما وصفه هوانغ لاحقًا بقوله: “لم يكن أحد في سامسونج مستعدًا للتعاون معنا.. لو علموا أن NVIDIA ستصبح شركة بقيمة 4 تريليونات دولار، لكانوا غيَّروا رأيهم!”
النتيجة: صعود “SK hynix” على حساب سامسونج
بدلًا من ذلك، اتجهت NVIDIA إلى منافسة سامسونج المحلية، شركة “SK hynix”، وأقامت معها شراكة استراتيجية لا تزال مستمرة حتى اليوم. وقد أثمر هذا التعاون عن هيمنة “SK hynix” على سوق ذاكرة “HBM”، حيث أصبحت المورِّد الرئيسي لـ NVIDIA في أجيال “HBM3” و”HBM3E”، كما أنها المرشحة لتزويدها بذاكرة “HBM4” في المستقبل.
هذا التحول أتى بثماره على “SK hynix”، التي سجلت إيرادات قياسية في الأشهر الأخيرة بفضل تعاونها مع NVIDIA، بينما وجدت سامسونج نفسها خارج المنافسة في سوق كانت تهيمن عليه لعقود.
ماذا لو قبلت سامسونج العرض؟
لو وافقت سامسونج على العرض آنذاك، لكان مشهد صناعة الرقائق مختلفًا تمامًا اليوم:
- كانت سامسونج ستحقق تقدمًا كبيرًا في تقنيات “HBM” والرقائق، بدلًا من تراجعها الحالي.
- كانت المنافسة الكورية ستبقى لصالح سامسونج، ولما حصلت “SK hynix” على هذه الفرصة الذهبية.
- ربما كان بإمكان سامسونج منافسة “TSMC” في سوق التصنيع، الذي تهيمن عليه حاليًا بصورة شبه كاملة.
ليست سامسونج الوحيدة التي قللت من شأن NVIDIA.. فقبل سنوات، ارتكب “ماسايوشي سون”، رئيس “سوفت بنك”، خطأ فادحًا عندما باع حصة كبيرة من أسهم NVIDIA قبل أن تُحقِّق قفزاتها الهائلة في عصر الذكاء الاصطناعي، ما كبَّده خسائر بمئات المليارات.
الخلاصة؟ التنبؤ بمستقبل NVIDIA وسرعة تحركاتها ليس بالأمر السهل، لكن الأصعب هو الاعتراف بالخطأ عندما تفوتك فرصة تاريخية!
وفي تطور جديد، تشير تقارير إلى أن سامسونج ربما تكون قد تعلمت الدرس، حيث يُتوقَّع أن تبدأ قريبًا في توريد شحنات من ذاكرة “HBM” لشركة NVIDIA بدءًا من الشهر المقبل. فهل يكون هذا التعاون الجديد بداية لعودة سامسونج إلى المنافسة؟ الوقت كفيل بالإجابة.
