أحدثت Apple ضجة عالمية عند كشفها عن سلسلة iPhone 17، والتي حظيت بترقب كبير بفضل تحديثاتها الجوهرية وتصميمها الجديد الجريء. تركز الحديث بشكل خاص حول الكاميرا المحسّنة، التصميم المنعش، وعمر البطارية الأطول. لكن عند تفحص أبرز ميزات ايفون 17 الجديدة، لا يسع مستخدمي هواتف أندرويد إلا أن يشعروا بأنهم رأوا هذه “الابتكارات” من قبل، وهو ما استغلته Samsung في حملتها الساخرة iCant لانتقاد وصول هذه التقنيات متأخرًا إلى عالم Apple.
فهل تقود Apple الابتكار حقًا، أم أنها تتقن فن “الاقتباس” وتحسين الميزات التي قدمها منافسوها أولاً؟ دعونا نلقي نظرة فاحصة.
1. كاميرا Telephoto بدقة 48 ميجابكسل: خطوة متأخرة؟
كانت إحدى نقاط القوة التي ركزت عليها Apple في مؤتمرها هي ترقية كاميرا الـ Telephoto إلى 48 ميجابكسل. على الرغم من أنها قفزة كبيرة عن الإصدار السابق، إلا أنها تبدو خطوة متأخرة في عالم أندرويد. فشركات مثل Samsung و Google و Xiaomi تقدم مستشعرات Telephoto عالية الدقة منذ سنوات. وقد سخرت Samsung من ذلك مؤخرًا، مشيرة إلى أنها وصلت إلى مستشعر بدقة 200 ميجابكسل بينما لا تزال Apple تحتفل بدقة 48 ميجابكسل. دفاعًا عن Apple، فإن قوتها تكمن في دمج هذه الترقية مع معالجة الصور الفائقة لتقديم نتائج مذهلة.
2. تصميم شريط الكاميرا: لمسة مستوحاة من Pixel
تخلت Apple عن تصميم الكاميرا المربع المميز في طرازات iPhone 17 Pro، واعتمدت تصميمًا جديدًا على شكل شريط يمتد أفقيًا عبر ظهر الجهاز. هذا التصميم ليس جديدًا على الإطلاق، فهو يعكس بشكل كبير هوية هواتف Google Pixel منذ إطلاق سلسلة Pixel 6 في عام 2021. بينما يعد هذا التغيير منعشًا لمستخدمي iPhone، فإنه في الواقع تصميمي أثبت نجاحه في عالم أندرويد.
3. شاشة Always-On Display: ميزة طال انتظارها
ميزة أخرى ليست جديدة ولكنها أساسية اليوم هي شاشة العرض الدائم (Always-On Display). لقد كانت هذه الميزة جزءًا لا يتجزأ من هواتف Samsung Galaxy وأجهزة أندرويد الرائدة الأخرى منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث تسمح بعرض الوقت والإشعارات دون الحاجة لتشغيل الشاشة بالكامل. ورغم أن Apple قدمتها أخيرًا في طرازات Pro، إلا أن وصولها المتأخر يوضح كيف أن الشركة تأخذ وقتها في تبني التقنيات التي أصبحت معيارًا لدى المنافسين.
4. حواف أنحف للشاشة: سباق نحو الكمال
يتميز iPhone 17 Pro بحواف هي الأنحف على الإطلاق في هواتف iPhone، بقياس حوالي 1.2 ملم، مما يمنح الشاشة مظهرًا غامرًا وأنيقًا. ومع ذلك، هذا المجال ليس جديدًا، فهواتف مثل Samsung Galaxy S24 Ultra وأجهزة Xiaomi الرائدة قد أثارت ضجة بالفعل بحوافها النحيفة وتصميمها الأنيق. مرة أخرى، Apple هنا تلحق بركب التوجهات الصناعية أكثر من كونها تبتكر توجهًا جديدًا.
5. شاشة 120Hz للطراز الأساسي: أخيرًا!
لأول مرة، جلبت Apple شاشات ProMotion بمعدل تحديث 120Hz إلى طراز iPhone 17 الأساسي، بعد أن كانت حصرية لطرازات Pro. هذه خطوة ممتازة تضيق الفجوة بين فئات هواتفها. لكن بالنسبة لمستخدمي أندرويد، فإن هذا الأمر قديم جدًا؛ حيث توفر الهواتف متوسطة الاداء منذ سنوات شاشات ذات معدل تحديث عالٍ (90Hz و 120Hz)، بل إن بعض الهواتف الرائدة تتجاوز 144Hz.
الخلاصة: إتقان التنفيذ بدلاً من ريادة الابتكار
من السهل القول إن ميزات ايفون 17 مأخوذة من أندرويد، ولكن فلسفة Apple كانت دائمًا مختلفة. الشركة لا تسعى لأن تكون الأولى في تقديم ميزة جديدة، بل تهدف إلى أن تكون الأفضل في تنفيذها. هي تنتظر حتى تنضج التقنية، ثم تقدمها بشكل مصقول ومتكامل ضمن نظامها البيئي، مع ضمان تجربة مستخدم سلسة ومتسقة.
في النهاية، قد لا تكون Apple هي السبّاقة دائمًا، لكنها تبرع في تقديم الميزات المصقولة التي تجذب قاعدة مستخدميها الواسعة، وهو ما يثبت أن السباق لا يقتصر فقط على من يصل أولاً، بل على من يقدم التجربة الأفضل.