معادن نادرة مقابل رقائق وتأشيرات: تفاصيل صفقة أمريكا والصين التي قد تعيد تشكل العلاقات التجارية!

اتفاقية تاريخية بين الولايات المتحدة والصين: تنازلات متبادلة في معركة الرقائق والموارد النادرة

بعد أيام من المفاوضات المكثفة في لندن، بدأت تفاصيل الاتفاقية الإطارية بين الولايات المتحدة والصين بالظهور، كاشفةً عن تنازلات مهمة من الجانبين في قضايا حساسة مثل أشباه الموصلات وتبادل الطلاب، مقابل ضمان تدفق المعادن النادرة والمغناطيسات المصنعة من الصين.

الصين ترفع القبضة عن المعادن النادرة.. والولايات المتحدة تخفف القيود على الطلاب

في نهاية مايو الماضي، تسببت القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة المصنعة في اضطرابات كبيرة لقطاع السيارات الأمريكي، حيث أُبلغ عن أن بعض المصانع كانت على وشك خفض أو حتى وقف إنتاجها بالكامل. واليوم، يبدو أن بكين قررت التخفيف من حدة هذه الإجراءات مقابل تنازلات أمريكية في ملفات أخرى.

فبموجب الاتفاقية، ستسمح الصين بتصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة لمدة ستة أشهر، بينما ستخفف واشنطن من سياساتها المشددة تجاه الطلاب الصينيين، خاصة أولئك المرتبطين بالحزب الشيوعي الصيني. كما أشارت تصريحات مسؤولين أمريكيين إلى احتمال تخفيف بعض القيود على صادرات الرقائق المتطورة، وإن ظلت القيود المفروضة على بعض المنتجات مثل معالجات “إنفيديا” الموجهة للسوق الصينية قائمة.

لماذا تعتبر المعادن النادرة سلاحًا استراتيجيًا؟

تُستخدم المعادن النادرة في صناعات حيوية، أبرزها تصنيع مغناطيسات المحركات الكهربائية والأجهزة التكنولوجية المتطورة. وعلى الرغم من امتلاك الولايات المتحدة لاحتياطيات كبيرة من هذه المعادن في حالتها الخام، إلا أن عملية معالجتها تتطلب بنية تحتية ضخمة وسنوات من الاستثمار، وهو ما منح الصين هيمنة شبه كاملة على السوق العالمية.

صراع الرقائق: “لن نمنح الصين أفضل تقنياتنا”

جاءت الاتفاقية بعد أشهر من التصعيد، حيث فرضت الولايات المتحدة حظرًا شبه كامل على استخدام رقائق “هواوي” خارج الصين، وقطعت خدمات شركات التصميم الأمريكية عن الكيانات الصينية، وهددت بإلغاء تأشيرات الطلاب. في المقابل، استخدمت الصين ورقة المعادن النادرة للضغط، مما أدى إلى هذه الهدنة المؤقتة.

ومع ذلك، أكد وزير التجارة الأمريكي “لوتنيك” في تصريح لـ CNBC:

“لن نقدم للصين أفضل رقائقنا التكنولوجية”

مما يشير إلى أن القيود الاستراتيجية على التكنولوجيا المتقدمة ستظل قائمة، رغم أي تنازلات أخرى.

اتفاقية هشة.. وجولة جديدة من التوتر في الأفق

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الصين لن ترفع القيود عن صادرات المعادن النادرة إلا لمدة ستة أشهر، مما يضع الأسس لموجة جديدة من التوتر أواخر هذا العام. كما رفضت بكين مناقشة أي تخفيف لتصدير المواد الأولية المستخدمة في صناعة “الفنتانيل”، وهو عقار مخدر أقوى من الهيروين بـ 50 مرة، والذي تشكل الصين المورد الرئيسي لمكوناته عالميًا.

ماذا بعد؟

الاتفاقية لا تزال بحاجة إلى مصادقة الرئيس الصيني “شي جين بينغ”، لكنها تقدم لمحة عن سياسة “المقايضة” التي قد تحكم العلاقات بين العملاقين في الفترة القادمة. فبينما تتنازل واشنطن عن بعض القيود التعليمية والتكنولوجية، تفتح الصين صنابير مواردها الاستراتيجية مؤقتًا، في لعبة قوة قد تستمر لسنوات.

يبدو أن المعركة الاقتصادية بين البلدين لم تنتهِ بعد، لكنها دخلت مرحلة جديدة.. مرحلة الهدوء المؤقت قبل العاصفة القادمة!

عن Mohammed Ahmed

شاهد أيضاً

الصين تتجاوز القيود الأمريكية على رقائق الذكاء الاصطناعي بطرق مبتكرة

بسبب القيود الأمريكية على تصدير الرقائق المتطورة للذكاء الاصطناعي إلى الصين، لجأ مهندسون صينيون إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *